ظاهرة الشيخ الاوحد وعلاقتها بالارهاب - د- عماد نايل

 

يقول المثل الانجليزي two heads are better than one.

ومعناه رأسين أفضل من رأس واحد والمثل يبين قيمة انضمام العقول في التفكير و في العلم وفي اتخاذ القرارات ولكننا للأسف خلال فترة الثمانينات وما بعدها ظهرت عندنا فكرة الشيخ الاوحد وهي عبارة عن رجل بلحية يفهم في كل شيء وفي كل فروع العلم تفسير وحديث وسياسة شرعية واقتصاد وبنوك وعلاقات دولية وحروب ....الخ

وهذا الشيخ الأوحد مؤهلاته الاولى هي قوة الكاريزما وهيمنته وتاثيره على بعض ضعاف العقول والتغني بصوته الحسن وقصصه العاطفية ينتقل بعدها التاثير بواسطة العقل الجمعي الى المثقفين غير المتخصصين وعوام الناس الى ان يترسخ لدى الجماهير ان هذا الشخص عالم وهنا يبدأ التخبط وتظهر الثقة بالنفس وهي تضخ جهلا وحمقا في كل مكان ويبدأ التسليم المطلق من الاتباع وهذا ما يسمى بالكهنوت الديني والذي رفضته سابقا وارفضه حاليا واحذر منه بشدة لأنه وبحسب دراساتي في الجماعات الفكرية الضالة هو المحور والعمود الفقري الذي تشترك فيه كل الجماعات المنحرفة والضالة - حيث تبدأ الفكرة بتقديس شخص ما قداسة دينية والتسليم لارائه واختياراته الفقهية حتى لو عارضت المؤسسات العلمية المتخصصة او عارضت مصالح الدولة او الوطن او عارضت اولويات القيادة ومن علامات هذا الكهنوت الديني والدجل الفكري اضفاء الالقاب الفخمة على هؤلاء المشايخ فهذا خطيب الامة وذاك طبيب القلوب وذاك الفقيه الاول وهذا اسد المنابر وهذا من بقية السلف الصالح ناهيك عن القاب الوصاية على الخلق ولو كانت الالقاب تباع او تشترى كنا اسميناهم ......ولاد.....................

والحل يكمن من وجهة نظري بل من وجهة الرؤية الشرعية في تفعيل دور المؤسسات الدينية وتوسيد الامر اليها بشكل اكبر ومنع الافتاء الا للمجامع الفقهية وادارات البحوث والازهر وغيرها مما يحدده ولي الامر - لقد كنت في السابق اختلف مع كثير من سدنة الكهنوت الديني فاطالبهم بالاحتكام الى هيئة علماء او مجمع البحوث او لجنة الافتاء فيرفضون حتى صار لكل حارة شيخ ولكل شارع مفتي -ولكل طائفة دجال

عودوا الى العلماء المتخصصين في ظل ولي الامر واياكم من ظاهرة الشيخ الاوحد

قال صلى الله عليه وسلم: ((عليكم بالجماعة، وإيَّاكم والفرقة؛ فإنَّ الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، من أراد بحبوحة الجنَّة فليلزم الجماعة) والجماعة هي الشعب المصري في ظل قيادته الحاكمة .